تسجيل الدخول

التداول الخوارزمي: نظرة عامة

Adam Lienhard
Adam
Lienhard
التداول الخوارزمي: نظرة عامة

في العالم المالي المتسارع، يعد التداول الخوارزمي اليوم قوة مهيمنة أحدثت ثورة في كيفية عمل الأسواق. وتتنقل هذه النظرة الشاملة عبر إيجابياته وسلبياته، واستراتيجياته المعقدة، وأساليب إدارة المخاطر الأساسية المفيدة لكل من المتداولين المبتدئين والمستثمرين المتمرسين على حدٍ سواء.

ما هو التداول الخوارزمي؟

التداول الخوارزمي، ويشار إليه غالباً باسم algo trading، هو أسلوب مستخدم في الأسواق المالية، ويستخدم خوارزميات الكمبيوتر المبرمجة مسبقاً لتنفيذ الصفقات. تلتزم هذه الخوارزميات بقواعد محددة وتنفذ الصفقات تلقائياً بناءً على بارامترات مختلفة كالسعر والحجم والتوقيت.

مزايا وعيوب التداول الخوارزمي

➕ السرعة
يسهّل التداول الخوارزمي تنفيذ التداول بشكل أسرع مقارنةً بالتداول اليدوي. إذ إنه يستجيب بسرعة لظروف السوق وتقلّبات الأسعار. وتعد القدرة على تنفيذ الصفقات بسرعة أمر بالغ الأهمية لاغتنام فرص المراجحة أو تخفيف الانزلاق.
➖ الاعتماد على التكنولوجيا
تعتمد فعالية التداول الآلي بشكل كبير على موثوقية البنية التحتية التكنولوجية. إذ يمكن أن يؤدي فشل النظام أو الخلل فيه إلى تعطيل عمليات التداول. وقد تؤدي المشكلات الفنية إلى خسائر غير متوقعة.
➕ الدقة
يقلل التداول الخوارزمي من مخاطر الخطأ البشري. تعمل الخوارزميات دون التحيزات العاطفية التي يمكن أن تؤثر على عملية صنع القرار البشري. وبالقضاء على الأخطاء البشرية، يتم تعزيز دقة الصفقات.
➖ متطلبات الموارد
يتطلب تطوير وصيانة أنظمة التداول الآلي مبرمجين ماهرين، وموارد حسابية كبيرة، وإمكانية الوصول إلى موارد البيانات. ويمكن أن يكون الإعداد الأولي والتكاليف الجارية كبيرة.
➕ الكفاءة
يمكن لأنظمة التداول الخوارزمي العمل بشكل مستمر، دون الحاجة إلى راحة، مما يسمح بمراقبة العديد من الأسواق وتنفيذ الصفقات في نفس الوقت. وتؤدي هذه الكفاءة إلى استغلال أكثر فعالية لفرص التداول.
➖ التحكم البشري المحدود
يفتقر التداول الآلي الكامل إلى المرونة اللازمة للتكيف مع أحداث السوق غير المتوقعة. إذ أن الخوارزميات قد لا تستجيب بشكل جيّد للتغيرات المفاجئة في ظروف السوق. التدخل البشري محدود، خاصة خلال فترات تقلّب السوق.
➕ الاختبار العكسي
يسمح التداول الآلي للمتداولين والباحثين باختبار استراتيجياتهم مقابل البيانات التاريخية، مما يمكنهم من تحسين استراتيجياتهم وتقييم فعاليتها قبل تنفيذها في الأسواق الحية.
➖ الحاجة إلى المراقبة المستمرة
في حين أن التداول الآلي يقلل من الجهد اليدوي المطلوب، إلا أنّه لا يلغي الحاجة إلى المراقبة. ولذا يجب على المتداولين أن يظلوا يقظين وأن يقوموا بتعديل الخوارزميات عند الضرورة للاستجابة لأحداث السوق أو الحالات الشاذة غير المتوقعة.

بالمختصر، يوفر التداول الخوارزمي فوائد من حيث السرعة والدقة والكفاءة. ومع ذلك، فهو يتطلب أيضاً إدارة حذرة وتعديلات مستمرة. على المتداولين أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار فيما يتعلق بأهداف التداول المحددة وتحمل المخاطر.

استراتيجيات تداول الخوارزمية الشائعة

  • التداول على الاتجاه

تعتمد هذه الإستراتيجية على زخم اتجاهات السوق. يقوم متداولو الخوارزمية بتحديد ومتابعة الاتجاهات السائدة، إما للأعلى ( الاتجاه الصعودي) أو للأسفل (الاتجاه الهبوطي). خوارزميات تتبع الاتجاه تشتري عندما ترتفع الأسعار وتبيع عندما تبدأ بالانخفاض.

  • تداول الزخم

يتضمن تداول الزخم الشراء عند الارتفاع والبيع عند الانخفاض. تركز الخوارزميات على الأصول ذات الأداء القوي مؤخراً. وتستفيد استراتيجيات الزخم من تحركات الأسعار على المدى القصير.

  • متوسط الارتداد

يهدف متوسط ​​الارتداد إلى الاستفادة من انعكاسات الأسعار إلى المتوسط. تحدد الخوارزميات ظروف ذروة الشراء أو ذروة البيع وتتوقع تصحيحات الأسعار. فهي تشتري بسعر منخفض وتبيع بسعر مرتفع بناءً على الانحرافات عن متوسط ​​السعر.

  • متوسط ​​السعر المرجح

تركز هذه الإستراتيجية على تحقيق متوسط ​​السعر المستهدف. تقوم الخوارزميات بتنفيذ الصفقات لتحقيق متوسط ​​سعر محدد. وتُستخدم هذه الإستراتيجية للأوامر الكبيرة لتقليل تأثير السوق.

  • المراجحة الإحصائية

تستغل المراجحة الإحصائية فروق الأسعار بين الأصول المتماثلة. تحدد الخوارزميات الأوراق المالية المسعرة بشكل غير صحيح وتنفذ عمليات التداول للاستفادة من التناقضات. تتطلب هذه الإستراتيجية نماذج إحصائية متطورة وتحليل للبيانات التاريخية.

تعتمد فعّالية هذه الاستراتيجيات على ظروف السوق، وتحمّل المخاطر، والأدوات المالية المحددة التي يتم تداولها. يقوم متداولو الخوارزمية بمراقبة وتقييم استراتيجياتهم بشكل مستمر للتكيف مع ديناميكيات السوق المتغيرة.

إدارة المخاطر في التداول الخوارزمي

تتضمن إدارة المخاطر في التداول الخوارزمي مزيجاً من تطوير الإستراتيجية الحذر، والضوابط القوية للمخاطر، والمراقبة المستمرة. وإليك نهج مفصّل:

  1. تطوير الإستراتيجية. ابدأ بتطوير استراتيجية تداول محددة جيداً بمعايير واضحة للدخول والخروج. اختبر الإستراتيجية بدقة باستخدام البيانات التاريخية لتقييم أدائها وخصائص المخاطر. قم بتحسين بارامترات الإستراتيجية لتحقيق التوازن بين المخاطر والعائد، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل عمليات السحب ونسبة شارب والحد الأقصى للخسارة.
  2. حجم المركز. حدد حجم كل صفقة بناءً على عوامل مثل حجم الحساب، وتحمل المخاطر، وظروف السوق. استخدم تقنيات مثل معيار كيلي أو تحديد حجم المركز الجزئي الثابت للتأكد من أن حجم كل صفقة يتناسب مع العائد والمخاطر المتوقعة.
  3. أوامر وقف الخسارة. قم بتنفيذ أوامر وقف الخسارة للخروج تلقائياً من المراكز إذا تحركت الأسعار عكس التوقعات. قم بتعيين مستويات وقف الخسارة بناءً على المؤشرات الفنية أو مقاييس التقلّب أو الحدود المحددة مسبقاً للحد من الخسائر.
  4. التنويع. قم بتوزيع الاستثمارات عبر أصول أو أسواق أو استراتيجيات تداول مختلفة لتقليل مخاطر المحفظة الإجمالية. تجنب التركيز المفرط على أصل واحد أو سوق واحد للتخفيف من تأثير التحركات السلبية.
  5. ضوابط المخاطر. قم بتعيين حدود المخاطر لكل صفقة أو محفظة، كالحد الأقصى للخسارة لكل صفقة أو الحد الأقصى للسحب. قم بمراقبة هذه الحدود وتعديلها بانتظام للحفاظ على المخاطر ضمن مستويات مقبولة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مثل ظروف السوق وأداء الإستراتيجية.
  6. المراقبة والتكيف. راقب باستمرار أنظمة التداول وظروف السوق لتحديد المخاطر المحتملة وتكيّف مع ذلك. استخدم التنبيهات الآلية وأدوات المراقبة لتتبع المراكز، والتعرّض للمخاطر، وديناميكيات السوق في الوقت الفعلي.
  7. التخطيط للطوارئ. ضع خطط طوارئ للأحداث غير المتوقعة أو اضطرابات السوق. قم بتحديد الاستجابات للسيناريوهات المختلفة مسبقاً، مثل الخلل التكنولوجي، أو تحركات السوق الشديدة، أو التغييرات التنظيمية، للتخفيف من المخاطر والحد من الخسائر.
  8. التوثيق والمراجعة. قم بتوثيق قواعد التداول وإجراءات إدارة المخاطر ومقاييس الأداء لكل استراتيجية. قم بمراجعة أداء التداول ومقاييس المخاطر والتزم بإرشادات إدارة المخاطر بانتظام لتحديد المجالات التي تحتاج إلى التحسين.

ومن خلال دمج ممارسات إدارة المخاطر هذه في عمليات التداول الخوارزمية، يمكن للمتداولين تخفيف المخاطر بشكل فعال، والحفاظ على رأس المال، وتحسين مرونة استراتيجيات التداول الخاصة بهم في ظروف السوق المختلفة.

الخلاصة: التداول الخوارزمي

بالنتيجة يوفر التداول الخوارزمي فرصاً كبيرة للمتداولين للاستفادة من أوجه القصور في السوق وتنفيذ الاستراتيجيات بسرعة ودقة. ومع ذلك، فإن النجاح في التداول الخوارزمي يتوقف على عمليات إدارة المخاطر القوية والتكيف المستمر مع ديناميكيات السوق المتطورة.

تابعونا على تيلجرام, انستغرام، وفيسبوك للحصول على تحديثات Headway مباشرة.